الجزء الأول :الفصل الرابع

From Baka-Tsuki
Revision as of 01:39, 19 October 2013 by Ahmsab (talk | contribs)
Jump to navigation Jump to search

هل هذه نكتة أم ماذا؟ تريديننا أن نلتقي الساعة التاسعة صباحاً في يوم اجازة؟؟ كنت بالرغم من شكاواي هذه أضغط على الدواسة بأسرع ما عندي . لقد أصبحت بلا شك حالة ميئوساً منها!

كان موقع محطة كيتاغوشي المتموضع في وسط المدينة قد أكسبها أهمية بين المحطات ، و لذلك فيلحظ المرء الكثير من المحلات المتنقلة في نهاية الأسبوع في الساحة المقابلة للمحطة .

إذا استثنينا الذهاب إلى احدى المدن المجاورة القريبة ، فإنه ليس هناك الكثير لفلعه سوى الذهاب إلى السوق القريب من هذه المحطة . دائماً تصيبني قدرة سكان هذه المدينة على مواصلة حياتهم الطبيعية بالذهول ، ذلك بالطبع نظراً للقليل الموجود هنا.

بعدما أوقفت دراجتي بجانب إحدى البوابات المغلقة ،جريت إلى الجانب الآخر إلى البوابة الشمالية للمحطة لأفاجئ بأن الجميع كانوا قد وصلوا قبلي ، ذلك بالرغم من أن الساعة كانت لا تزال التاسعة إلا خمساً.


استدارت هاروهي تجاهي و قالت:


" متأخر! و ستدفع ثمن ذلك!"

" لكنها ليست التاسعة بعد."

" حتى ولو لم تتأخر عن الوقت المحدد فإن الشخص اللذي يصير أخيراً لابد أن يعاقب! تلك هي القاعدة!"

" و ما سبب أنني لم أسمع بهذه القاعدة الغبية من قبل؟"

" لأنني ابتكرتها لتوي بالطبع!"

كان واضحاً أن هاروهي – اللتي كانت ترتدي تي شيرت ذا أكمام طويلة و تنورة جينز قصيرة- كانت في مزاج جيد.

" عقابك سيكون أن تدفع ثمن المشروبات للجميع!"

لم تبد هاروهي وهي تضع يديها على وسطها نكدة كعادتها .


اساهينا- سان كانت تلبس ثوباً أبيض بلا اكمام و سترة زرقاء فاتحة و مطرزة فوقه . كان شعرها الطويل المتموج مثبتاً من جانبيه بدبوس للشعر . كان يتحرك بطريقة جذابة خفيفة متابعاً حركاتها هي الأخرى . و حتى حقيبة اليد الخاصة بها كانت عصرية.

بجانبها كان يقف كويزمي. كان يرتدي سترة فوق قميص وردي و ربطة عنق حمراء . كان مظهره يوحي بالجدية في تلك الثياب. الإعتراف بأنه كان يبدوا متمكناً و أوسم مني مزعج ، هذا إن استثنينا أنه أطول ايضاً.


ناغاتو كانت كالعادة تقف في الخلف بلباس المدرسة . هي ولو كانت ترى نفسها جزءاً من لواء س أو س لا تزال (على الورق على الأقل) رئيسة النادي الأدبي . أما أنا فقد اعترتني المزيد من الشكوك بشأن هذه الفتاة الباردة كالثلج ،خصوصاً بعد أن سمعت كلامها الغريب ذلك اليوم . بالمناسبة، لم لا تزال ترتدي اللباس المدرسي في يوم عطلة؟

بعدما دخل الخماسي الغامض إلى المقهى و جلس على إحدى الطاولات ، أتت النادلة لتأخذ طلباتنا . كانت ناغاتو هي الوحيدة اللتي بقيت تحدق بعمق في القائمة – بوجه خالٍ من التعابير بالطبع- و أخذت وقتها وهي تقرر ماذا تريد . في الواقع فإن الوقت اللذي استغرقته كان كافياً لإعداد طبق من [1] الرامين!


و في النهاية:

"شاي باللوز."

كان ذلك كل ما خرج من فمها.

ليس مهماً ماللذي تطلبينه على أية حال ، فاللذي سيدفع هو أنا...

اقترحت علينا هاروهي الآتي:

سنقسم أنفسنا إلى مجموعتين ، و في اللحظة اللتي يجد أحدنا فيها شيئاً غامضاً فعليه أن يخبر الآخرين و بالذات المجموعة الأخرى عبر الهاتف ، ذلك لكي نجتمع و نقرر ماذا سنفعله حيال هذا الأكتشاف. و عندما تنتهي المسألة فسنعقد اجتماعاً ثانياً نستذكر فيه ما حصل و نحدد التطورات المستقبلية. هذا كل شئ.

" و الآن فلنقم بإجراء قرعة!"

قامت هاروهي بأخذ خمس نكاشات أسنان و وضعت علامة على اثنتين منهم بقلم استعارته من النادلة . بعد ذلك قلبت النكاشات في يدها لكي تخفي الأجزاء المعلمة و أشارت لنا لكي نسحب .

سحبت نكاشة معلمة ، كذلك اساهينا- سان اللتي قالت وهي تحدق في نكاشتها : "هممم، ياله من تقسيم غريب.."

لسبب غير معروف نظرت إلينا هاروهي بعيون جليدية و صرخت في وجهي قائلة: فلستمعني جيداً يا كيون! هذا ليس موعداً ، هل تفهم؟؟ خذ الأمر بجدية!"


" نعم ، نعم!!"

هل تسرب حماسي إليها مما قلته؟ لا يهم ، أنا محظوظ على أية حال! كنت أرقص في داخلي من السعادة و أنا أنظر إلى اساهينا- سان وهي تحدق بخجل في عود الأسنان . ها ها!

" عن ماذا نبحث بالضبط إن سمحتي لي بالسؤال؟" سأل كويزومي في نفس الوقت اللذي كانتفيه ناغاتو تشرب شايها بطريقة ممنهجة.

مع دخول آخر قطرة فم ناغاتو ، اعادت هاروهي شعرها إلى ما خلف اذنيها و أعلنت:

" كل ما يبدوا مريباً. بل كل شخص و شئ يبدوا غريباً أيضاً . أبقوا عيونكم مفتوحة لبوابات إلى أبعاد أخرى أو فضائيين متنكرين كبشر."

كدت أن أبصق شاي النعناع من فمي . في صدفة غريبة ، كان التعبير على وجه اساهينا- سان شبيهاً بذلك على وجهي . ناغاتو لم يرمش لها جفن كالعادة.

" لقد فهمت. " قال كويزومي.

هل أنت متأكد أنك فهمتها حقاً؟

" القصد هو أن نبحث عن فضائيين ، عن مسافرين عبر الزمن ، و عن بشر ذوي قدرات خارقة أو عن الآثار اللتي تركوها جميعاً على كوكبنا . لقد فهمتك تماماً. " قال كويزومي بوجه بشوش.

"بالضبط! أنت صبي ذكي كوزومي- كون ! هو بالضبط ما قلته! لماذا لا تتعلم منه قليلاً يا كيون؟!"

توقف عن رعاية كبريائها! هو كبير بمافيه الكفاية. نظرت إلى كويزومي في تذمّر ، رد علي بالأبتسام و هز رأسه بغباء.

" فللنطلق إذاً!"

دفعت هاروهي بالحساب تجاهي و هرعت إلى الخارج.

حتى ولو قلتها الف مرة..سأقولها مرة أخرى:

" يا إلهي...."


تذكر أن هذا ليس موعداً!! إن رأيتكما تمرحان مع بعضكما أثناء البحث فسيتم قطع بعض الرؤوس! قالت هاروهي ثم انصرفت مع ناغاتو و كويزومي. للأسف لست أدري حتى الآن مايجب أن أبحث عنه.

" و الآن ،ماذا نفعل؟"

كانت اساهينا- سان تنظر إلي بتقرقب و هي تمسك حقيبتها. كنت في الحقيقة أريد ببساطة العودة إلى المنزل ، لكن و لأني لم أستطع قول ذلك فتظاهرت بالتفكير للحظة ثم قلت:

" ليس هناك فائدة من الوقوف هنا و انتظار الوحي . لم لا نتمشى قليلاً؟"

" حسناً."

مشت اساهينا- سان معي حول المنطقة بوداعة ، إلا أن ترددها كان واضحاً عندما مشينا بجانب بعضنا. في كل مرة كانت تصطدم فيها بكتفي كانت تتراجع بخجل . كان منظرها بريئاً حقاً...

كنا نمشي على طريق بجانب النهر ، كان يؤدي إلى الشمال . لو جئنا إلى هنا قبل شهر لاستطعنا الاستمتاع بمنظر أشجار الكرز المذهل ، إلا إنها كانت بكل اسف نزهة عادية بجانب النهر.

لأن هذا المكان معروف بين أهل المدينة للنزهة فقد مررنا بالكثير من العائلات و العشاق ، لو أن أحد الغرباء نظر إلينا لظننا منهم و ليس من مجموعة حمقاء من الطلاب تلاحق الخوارق.

تذمرت اساهينا-سان لنفسها و هي تراقب تدفق الماء في النهر : " هذه أول مرة أقوم بنزهة مثل هذه !"

" ماللذي تقصدينه؟"

"..أي مع صبي ،لوحدي..."

" يصعب علي أن أقول أني توقعت ذلك . هل فعلا لم تكوني أبداً في علاقة مع أحد الفتيان؟"

" كلا.."

استدرت إلى اساهينا- سان اللتي كان شعرها المتموج يتراقص مع الريح ثم سألت: " واو! و لكن لاشك في أن الكثير من الشباب دعوك للخروج معهم أليس كذلك؟" هزت اساهينا- سان رأسها بالإيجاب في خجل ثم قالت : "ولكن ذلك غير ممكن. لا أستطيع الخروج معهم، ليس الآن على أية حال...:"

توقفت الفتاة فجأة ، و بينما كنت أنتظر أن تكمل كلامها ، مر بجانبنا ثلاثة أزواج من الفتيان و الفتيات.

" كيون- كون..."








الفصل الثالث الصفحة الرئيسية