الجزء الأول :الفصل الثاني

From Baka-Tsuki
Jump to navigation Jump to search

يبدوا أن توقعاتي كانت في محلها .

هذه المرة ، لم تختف هاروهي بعد الدرس كعادتها ، ولكنها بدلاً من ذلك أمسكت يدي بقوة و جرتني خارج الصف ، عبر الرواق و فوق الدرج ، و أخيراً توقفت عند الباب المؤدي إلى السطح .

هذا الباب عادة ما يكون مغلقاً . و الدرج فوق الطابق الرابع يستخدم من قبل نادي الفنون كمخزن . تماثيل لآلهة بلا أنوف و لوحات ذات إطارات مكسورة كانت مكدسة في هذا الدرج الصغير ، مما قلل المساحة الصغيرة ابتداءاً للوقوف.

و الآن ماذا تريد مني لتجرني هكذا...؟

" أريد مساعدتك "

تظاهرت بعدم الفهم .

" ساعدني في بناء ناديَ الجديد ! "

" أريد منكي أن تخبريني بالسبب اللذي يدفعني لأتعاون معك في تنفيذ هذه الفكرة اللتي أتت من العدم و بلا مقدمات؟ "

" لأني سوف أكون مشغولة بتوفير الغرفة و الأعضاء ، لذلك فمهمتك هي الأستعلام عن المعاملات الورقية الازمة. "

" ماهي نوعية هذا النادي اللذي تحاولين بناءه؟ "

" ذلك ليس مهماً ! المهم هو أن نبنيه قبل كل شئ . "

أشك بشدة أنهم سيسمحون لنا ببناء نادٍ ذي انشطة غير معروفة حتى اللحظة .

" و الآن اسمعني جيداً ! أريدك بعد المدرسة أن تذهب و تستكشف ما يجب فعله ، أنا سأبحث لنا عن غرفة ، هل فهمتني؟؟ "

" لا !! "

لو أنني أجبت بتلك الطريقة ، لكان من المؤكد أني كنت سألقى حتفي حينها . و في أثناء اللحظات اللتي كنت أفكر فيها بم سأرد عليها ، كانت هاروهي قد نزلت عبر السلالم تاركة وراءها طالباً مشوشاً إلى أبعد الحدود.

" ذهبت تمضي بدون أن تسمع كلمة واحدة تشير بالأيجاب...."

قل ذلك لتمثال من الجبس يا صاح! تفاهة. مشيت بخطوات متثاقلة عائداً إلى الصف بينما أفكر في تفسير مناسب لزملائي الحائرين (عن حادثة السحب اللتي مررت بها) في الصف .

الشروط لبناء نادٍ مصغر : خمسة أعضاء أو أكثر . مدرس يشرف على النشاطات . اعضاء النادي مطالبون بتقديم اسم له و ترشيح رئيس يقوم عليه . من المطلوب أيضاً توضيح النشاطات اللتي يهتم النادي بها ، و اللتي هي بحاجة لموافقة المجلس الطلابي ، لابد أن تتوافق هذه النشاطات أيضاً مع شعار المدرسة المتمحور حول الأبداع و النشاط . اعتماداً على النتائج اللتي يقدمها النادي ، من الممكن أن يقوم المجلس الطلابي بترقية النادي المصغر إلى نادٍ عادي . النوادي العادية تحصل من دعم مادي من المدرسة و لكن ليس المصغرة .

لم أحتج لأنه أبحث عن هذه الشروط طويلاً ، حيث كانت كلها موجودة في آخر الكتيب الطلابي .

مسألة الأعضاء سهلة : يمكننا أن نأتي بأي أحد لزيادة العدد ، تلك ليست مشكلة كبيرة . الحصول على معلم مشرف سيكون أصعب ، لكن خطر في بالي اسم يمكننا استعماله . أما الرئيس فهو بلا شك ، هاروهي المبجلة .

لكني مستعد أن أراهن أن انشطة و أهداف هذا النادي لن تكون سمناً على عسل مع شعار " ابداع و نشاط " .

أضف إلى ذلك أن هاروهي ليست شخصاً يعبأ بالقوانين على أية حال.

مباشرة بعد أن دق الجرس مؤناً بنهاية الدوام ، قدّمت هاروهي دليلاً جديداً على قوتها المفزعة بسحبي (مرة أخرى) من ياقتي بسرعة خاطفة(حرفياً) خارج الصف . تطلب من الكثير من الجهد فقط لأستطيع أن آخذ حقيبتي معي في تلك الفوضى.

إلى أين نحن ذاهبون؟ سألتها عن ذلك.... أنا لازلت شخصاً عادياً صحيح؟

"إلى غرفة النادي" قالت هاروهي المليئة بالنشاط لدرجة أنها تخطت تماماً جميع الطلاب اللذين كانوا أمامنا...عفواً هل يمكنك على الأقل ترك يدي الآن؟! -بعدما تركنا الرواق في الطابق الأول ذهبنا إلى المبنى المقابل و صعدنا الدرج هناك . دخلنا في طريق مظلم بعض الشئ و توقفت هاروهي في وسطه. بطبيعة الحال توقفت أنا ايضاً.

كان هناك باب امامنا -النادي الأدبي- كان الأسم مكتوباً فوق الباب.

"هاقد وصلنا!"

بدون أن تطرق ، فتحت هاروهي و دخلت إلى الغرفة. تبعتها أنا بعد ذلك.

هذه الغرفة كبيرة بشكل مفاجئ ، أو ربما بدا لي ذلك لأنه كل مافي الغرفة كان طاولة مستطيلة ، عدة كراسي معدنية ، و مكتبة صغيرة . بعض التششقات في الزوايا و الجدران اظهرت لي قدم هذا المبنى.

أمامنا كانت تجلس فتاة وحدها على أحد تلك الكراسي . كانت تقرأ كتاباً دسماً ، و كانت جلستها تجعلها تبدوا كأنها جزء من الغرفة و ليس شخصاً .

"من الآن فصاعداً هذه غرفة ناديناً "

فردت هاروهي ذراعيها كأنها تريد أن تحيي الغرفة رسمياً . طوال هذا الوقت لم تفارق تلك الأبتسامة الناصعة المفعمة بالحيوية وجهها ."لو كانت فقط تظهر هذه الأبتسامة في الصف.." تبادرت هذه الخاطرة إلى ذهني ولكني لم اتشجع أن اتفوه بها.

"لحظة ، ما خطب هذا المكان؟ "

"مبنى الثقافة و الفنون . هنا توجد غرف للنوادي الموسيقية و الفنية ، و كل النوادي الأخرى اللتي لا تملك غرفاً يجتمعون في هذا المبنى لممارسة النشاطات. "


"إذاً هي ملك للنادي الأدبي. "

" بعدما تخرج طلاب السنة الثالثة من المدرسة وصل عدد الأعضاء في النادي صفراً ، كان النادي على وشك أن يحل حيث أنه لم يستقطب أعضاء جدداً ، و عند ذلك انضمت هذه الفتاة هناك إلى النادي و اصبحت العضو الوحيد فيه. "

" إذا النادي لازال قائماً !! "

" و لكن ما فائدة ذلك ! نادٍ بعضو واحد كنادٍ بلا أعضاء ! "

تلك الشريرة... أتريدين أن تستولي على غرفة نادٍ آخر؟؟ وجهت عيني إلى العضو الوحيد في هذا النادي.

كانت تلبس نظارة و شعرها كان قصيراً .

و بالرغم من صرخات هاروهي المزلزة ، لم يرمش للفتاة الجالسة أي جفن . اذا استثنينا حركة يدها في تقليب الصفحات ، كان يبدوا أنها تتجاهل وجودنا تماماً . بدا لي أن هذه الفتاة ذات طباع غريبة جداً .

خفضت صوتي بعض الشئ ثم سألت هاروهي :

" و مارأيها في خطتك هذه ؟ "

" قالت لي أنه لا مانع لديها ! "

" هل انت جادة؟؟! "

" سألتها عن ذلك اثناء الفسحة . قلت لها أني أريد أن استعير هذه الغرفة ، و كل ما قالته كان "حسناً" ، مادامت تستطيع قراءة كتبها في هدوء ، فلا مانع لديها . حتى أنا اجدها بالمناسبة غريبة جداً . "

من بين كل الناس كان لا بد أن تقولي انتي ذلك!!

كان وجهها شاحباً و خالياً من التعابير ، و كانت تحرك اصابعها بطريقة متزنة ، كأنها انسان آلي .كانت تثبت بعض شعراتها بواسطة النظارة كي تستطيع الرؤية بشكل افضل و تعطي انطباعاً شبيهة بدمية ساكنة ، بعبارة اخرى شخصية غامضة بلا تعابير!.

بعدما لاحظت الفتاة نظراتي الفاحصة ، رفعت اصابعها و قامت بتعديل نظارتها قليلاً .

نظرت إلى عينيها السوداويتين ، واللتين كانتا تحدقان فيّ من وراء عدسات نظارتها . لم تعكس شفتاها أو عيناها أي صورة من أي نوع كان . كان وجهها أشبه بالقناع ، من النوعية اللتي لا تجد فيها أثراً لأي مشاعر أو احاسيس ، بعكس هاروهي.

" ناغاتو يوكي . "

كنت تستطيع أن تعرف من صوتها ، أن هذا الأسم ينساه معظم الناس بعد ثلاث ثوانٍ من سماعه .

تابعت ناغاتو يوكي النظر إلي للحظة أخرى ، ثم أعادت إنتباهها الكامل إلى كتابها بعدما زال اهتمامها على ما يبدو.

" اخبريني ناغاتو- سان " وجدت نفسي اخاطبها . " هذه الفتاة تريد أن تحجز غرفتك لنادٍ لا يعرف حتى اسمه حتى الآن ، الا تمانعين ذلك ؟ "

" لا ."

لم تتحرك عيون ناغاتو عن الكتاب .

" و لكن الأمر قد يتسبب في مشاكل بالنسبة لك. "

" لا مشكلة . "

" بل قد يتطور الأمر و تطردين من المكان . "

" ليس لدي مانع."

بالرغم من أنها كانت تجيب مباشرة ، إلا أن تعابير وجهها لم تتغير طوال هذه المحادثة ، بدأت فعلا اقتنع أن الأمر عندها سيان مهما جرى و كيف . قاطعت هاروهي قائلة " إذاً حسمت المسألة . "

بدا لي أنها متحمسة بشدة ، وهو ما أعطاني شعوراً بالقشعريرة .

" من الغد سنتقابل في هذه الغرفة بعد المدرسة . وويل لمن لا يأتي مما سأفعله به! فليعتبر نفسه ميتاً! "

اخبرتنا هاروهي بهذا بابتسامة تشبه أزهار الكرز ، و لم املك سوى أن أهز رأسي باستسلام.

لم أعش كفاية لكي اموت بعد!

إذاً لقد وجدنا لنا غرفة للنادي ، ولكن لم يحصل ادنى تقدم في تخليص المعاملات الورقية .وفوق ذلك لم نقرر على اسم للنادي أو على نوعية الأنشطة اللتي سنمارسها . لقد رجوت هاروهي سابقاً أن تهتم بهذه الأمور أولاً و لكن لديها خططاً أخرى..

" سنقوم بكل هذا الهراء لاحقاً ! المهم الآن هو البحث عن أعضاء ، تذكر أننا لانزال نحتاج إلى عضوين لنبني النادي."

هل ادخلتي فتاة النادي الأدبي في هذا الحساب؟ لا تستطيعين أن تجعليها بكل بساطة عضواً في النادي فقط لاستكمال العدد أليس كذلك؟

" لا تقلق ، سأبدأ الآن في جمع الأعضاء ، لدي فتاة وضعت عيني عليها . "

كيف لا تريدني أن أقلق و قد زادت من قلقي الآن!

في اليوم التالي ، و بعد أن رفضت عرض تانيغوشي و كونيكيدا أن ارافقهما في الطريق إلى المنزل ، توجهت بخطوات متثاقلة إلى غرفة النادي . كل ما قالته هاروهي كان "اذهب أنت اولاً ! " ثم انطلقت بسرعة قد يقتل نادي الركض للحصول على مثلها . كانت من السرعة بمكان ، أنني بدأت اتساءل إن كانت تملك مسّرعاً في حذائها أو شئ من هذا القبيل. لكن السؤال الأكثر غموضاً من هذا كان هل كانت تسرع لكي تأتي بهذا العضو الجديد ، أو لكي تستطيع البدأ في استكشاف الخوارق؟

أثناء دخولي غرفة النادي ، لاحظت أن ناغاتو يوكي وصلت قبلي و كانت جالسة في نفس الوضعية اللتي كانت عليها أمس و هي تقرأ كتاباً . اقتربت منها ببطئ و لكن رأسها كان مدفوناً في الكتاب مثل اليوم السابق ، لذلك فقد قوبلت بالتجاهل التام. هل النشاط الوحيد في النادي الأدبي هو القراءة؟ إن لم يكن كذلك فلماذا تقرأ طوال الوقت؟

غيّم الصمت على الغرفة.

" ... ماللذي تقرأينه؟ "

استنفدت قدرتي على تحمل الصمت قبل أن اسألها هذا السؤال . أجابتني بأن رفعت غلاف الكتاب لتريني إياه . وقعت على عيني مجموعة كبيرة من الكلمات المعقّدة . يبدوا أنها رواية خيال علمي أو شئ من هذا القبيل .

" هل هو كتاب مثير؟ "

عدلت ناغاتو يوكي نظارتها ثم أجابتني بصوت خفيف .

" كتاب فريد ."

بدا لي أنها مستعدة لأن تجيب عن كل ما اسألها عنه .

" أي جزء منه ؟ "

" كله ."

" هل تحبين القراءة ؟ "

" جداً ."

" اها.."

"..."

عدنا إلى الهدوء مرة أخرى .

هل يمكنني العودة إلى المنزل الآن ؟


و بينما كنت افكر في اللذي يجب فعله في وضع مثل هذا ، فتح الباب بطريقة شبيهة بالأقتحام و دخلت هاروهي إلى الغرفة قائلة :

" معذرة على التأخير! أخذ مني صيد هذه الفتاة بعض الوقت! "

جاءت هاروهي اخيراً و لوحت لنا بيدها . كانت تمسك بيدها الأخرى بمعصم شخص آخر ---- لقد أحضرت شخصاً آخر إلى هنا!! بعدما دخلت هاروهي إلى الغرفة ، قامت بإقفال الباب بلا سبب ظاهر . كليك! على أثر سماع هذا الصوت ، تراجعت البنت المسكينة اللتي احضرتها هاروهي بضع خطوات في خوف .

كانت هذه الفتاة ذات جمال مبهر ، لابد أنها الفتاة اللتي "وضعت هاروهي عينها" عليها .

"م...ماللذي تفعلينه؟! "

سألت الفتاة وهي على وشك البكاء.

" م- ماهذا المكان؟؟ لماذا احضرتيني هنا و لماذا اقفلت الباب؟! مم..ماللذي تريدينه مني؟؟"

" صمتاً ! "

صرخت هاروهي بقوة جعلت الفتاة تتسمر في مكانها .

" دعوني أعرفكم عليها : هذه اساهينا ميكورو- شان "

كان هذا الأسم هو كل ما قالته هاروهي ، يبدو أن هذه المقدمة انتهت به .

دعوني أعرفكم عليها : هذه اساهينا ميكورو- شان .

مرة أخرى عاد الصمت ليخيم على الغرفة . بدت على هاروهي علامات الرضى عن " عملها المتقن " ، ناغاتو يوكي كانت تقرأ كتابها بلا ادنى ردة فعل أو اهتمام . أما الفتاة المسماة اساهينا ميكورو فقد شلها الخوف التام من الموقف . لماذا الجميع صامت..؟

" من أين اختطفتها ؟ "

" هذا ليس اختطافاً! قمت فقط بإجبارها على القدوم معي . "

و مالفرق بينهما !!

" وجدتها غارقة في احلام اليقظة في احد صفوف المستوى الثاني فأحضرتها إلى هنا . في اثناء الفسح كنت اتفقد كل زوايا المدرسة ، و قد رأيتها بضع مرات اثناء ذلك . "

إذا هذا ما كنت تفعلينه عندما تختفين من الصف أثناء الفسحة . لحظة ، الآن ليس الوقت للتفكير في ذلك .

"لقد اخطتفتها و أنت تعلمين أنها "سينباي" [1] لنا !"

" و مالمشكلة في ذلك ؟ "

تابعت التحديق فيها غير مصدق . يا إلهي... هذه الفتاة لا تفكر للحظة في ما ستفعله!

" آه لا بأس ... فلنضع كل هذا جانباً للوقت الحاضر . ماللذي دفعك لاختيار هذه الفتا... آه اساهينا- سان صحيح؟ "

" فقط انظر إليها ! "

اشارت هاروهي فجأة إلى اساهينا ميكورو اللتي كانت ترتجف من الصدمة.

" أليس النظر إليها كأكل الحلوى ؟!"

هذه الكلمات لا تخرج إلا من فم خاطف ، وكنت افكر فيها على أية حال.

" أنا ارى أن شخصيات "الموي" [2] شديدة الأهمية! اكملت هاروهي.

".... عفواً، ماللذي كنتي تقولينه؟ "

" أقول لك "الموي" !عود الكبريت اللذي يشعل نار الشباب! دائماً تجد واحداً منهم أو اثنين في القصص البوليسية ، يحاول استدرار عطف الآخرين ." أدرت عيني اوتوماتيكياً إلى اساهينا ميكورو ، فتاة تمتلك جسماً صغيراً ووجهاً قد يجعلك تظن أنها طالبة في الأعدادية . كان شعرها البني المجعد ينسدل تحت كتفيها . عيناها الكبيرتان تبعثان هالة كأنها تصرخ " أرجوك احمني ! " . وراء شفتيها النصف- مفتوحتين كانت تطل أسنانها الناصعة البياض في مزيج متكامل مع وجهها . لو اعطيتها عصاة مرصعة يمكن أن تتحول إلى جنية.... آآآه ماهذه الأفكار اللتي تدور في رأسي!

" و هذا ليس كل شئ ! "

لمعت ابتسامة عريضة على وجه هاروهي قبل أن تمسك بأساهينا ميكيورو- سان من الخلف.

" كيااااااااااااا !!!!!! "

صرخت اساهينا- سان من فورها ، و لكن هاروهي اللتي لم تتأثر امسكت بثدييها من خلال لباسها .

" لااااااا ! "

" بالرغم من أنها بهذا الصغر إلا أنها أكبر مني ! ثديان كبيران و وجه جميل عاملان مهمان في إثارة الناس ! "

يا إلهي ... يبدو أنه سيغمى علي في أية لحظة .

ادخلت هاروهي يديها في رداء اساهينا- سان و بدأت تدّلك ! توقفي ايتها المجنونة !

" جررر ... كم هذا مزعج ! وجهها بهذا الجمال و فوق ذلك ثدييها أكبر مني ! "

" ا..النجدة ! "

" كانت وجه اساهينا- سان أحمر من الدحنون [3]من الخجل ، و كانت تحاول بكل الطرق الممكنة أن تفلت من قبضة هاروهي ، إلا أن قوتها لم تكن تسعفها في مواجهة هذا الوحش .

عندما بدأت يدا هاروهي تمتدان إلى تنورة اساهينا- سان لم استطع أن اتحمل النظر أكثر و أبعدت تلك الفتاة المنحرفة عنها .

" ماللذي كنت تفكرين فيه ؟؟! "

" و لكنها فعلا كبيرة !! هل تريد أن تتأكد بنفسك؟ "

جفلت اساهينا- سان بعد سماع هاروهي .

" لا شكراً ! "

كان هذا كل ما استطعت قوله .


اللذي أثار دهشتي فعلاً كان أن ناغاتو يوكي كانت و بكل هدوء تقرأ كتابها في وسط تلك المعمعة . لم تحرك رأسها حتى مرة واحدة . سؤال وجيه : ماهي قصة هذه الفتاة؟؟

فجأة تذكرت شيئاً ما.

" هاروهي ، أرجوك لا تقولي لي أن السبب الوحيد اللذي دفعك لإحضار اساهينا- سان هنا هو أنها جميلة و ذات صدر كبير؟ "

" بالتأكيد هو كذلك ! "

ماهذه الحماقة اللتي تتعدى حدود المعقول!

" نحتاج إلى فتاة مثلها كي تكون رمزاً للنادي! "

ضروري عند دول و علامات تجارية و ليس عندنا! من أين أتت بهذا الهراء؟!

قامت اساهينا- سان بتعديل لباسها المدرسي المجعد ثم نظرت رفعت رأسها و نظرت إلي . أرجوك لا تنظري إلي هكذا! ستضعينني في موقف محرج!

" ميكيورو- شان ، هل أنت لازلت في أحد النوادي ؟ "

" ن..نادي الخط.."

" فلتتركيه إذاً ! سيتعارض مع أنشطة نادينا ."

هاروهي ! ألم تتخط أنانيتك الحد بعد؟؟!

كان وجه اساهينا- سان في هذه اللحظة شبيهاً بوجوه الضحايا في المسلسلات البوليسية ، و كانت تنظر إلي بعيون تطلب النجدة . يبدو أنها بعد ذلك لاحظت وجود ناغاتو يوكي في الغرفة ، و اتسعت عيناها على أثر ذلك و بدا عليها التردد . وقفت تفكر للحظة ثم تنهدت بصوت صغير و قالت :

"اتفهم الوضع.."

ماللذي فهمتيه؟

" سأقوم بترك نادي الخط و أنضم إليكم . "

كان صوتها مثقلاً بالأسى.

" و لكني لا أعرف ماهي نشاطات النادي الأدبي بالضبط "

" نحن لسنا النادي الأدبي " وضّحت هاروهي.

عندما رأيت أن اساهينا- سان بدأت تحدق في هاروهي في حيرة، حاولت أن أشرح لها الوضع بأسرع ما يمكن : " نحن فقط نستعمل هذه الغرفة لنشاطاتنا ، هذا المكان هو نادٍ مصغر ستقوم هاروهي هنا ببنائه قريباً . لا نعلم بعد ماهي النشاطات اللتي سنمارسها ، بل لا نملك حتى اسماً للنادي .

"... ماذا قلت..؟"

" آه ، تلك الفتاة الجالسة هناك هي عضو في النادي الأدبي فعلاً ."

"اها ..."

لم تستطع اساهينا- سان أن تنبس ببنت شفة من هول الصدمة . رد فعل متوقع ؟ بلا أي شك.

" هذا لن يكون مشكلة بعد الآن! "

وضعت هاروهي يدها على كتف اساهينا- سان بقوة و قد بدا عليها الجهل (أو التجاهل) التام أنها المسؤول الأول عن هذا الوضع.

" لقد فكرت جيداً و قد توصلت إلى اسم مناسب ! "

" اسمعينا إذاً. " رددت عليها ببرود .

كنت أريد أن اتجنب سماع الحماقة الجديدة اللتي أتت هاروهي بها. لكن و لأنني سألتها فقد حاولت هاروهي أن تعلن بصوت واضح الأسم اللذي ابتكرته .


لواء " س أو س " !!

Sekai wo

Oini moriyageru tame no

Suzumiya haruhi no dan

The Save the world by Overloading it with fun : Suzumiya Haruhi’s brigade.

لواء سوزوميا هاروهي لإنقاذ العالم بإغراقه بالمرح . بالأختصار لواء " س أو س".

أرجوكم لا تتردوا في الضحك .

و لكني لم استطع ذلك ، حيث كنت مشغولاً بالوقوف بفم مفتوح عن آخره .

لماذا تسميه لواءً ؟؟ لابد أن يكون أسمه : "نادي سوزوميا هاروهي المصغر لإنقاذ العالم بإغراقه بالمرح " . و لكن ، و لأن هذا النادي لم يتخطً حتى أبسط الشروط الازمة لكي يصبح نادٍ مصغراً، و لأنه لا يوجد أحد يعلم ماهي بالفعل نشاطاته فأعلنت هاروهي ببساطة :

"إذاً لم لا نسميه لواءً ! " . و هكذا أتى اسم نادينا المعظم إلى هذه الدنيا .

اساهينا- سان لم تملك سوى أن تغلق فمها في علامة أشبه بالهزيمة ،ناغاتو يوكي كانت في الغرفة جسماً لا روحاً ، أما أنا فأستعنت بوجه ال"لاتعليق." إذ لم يكن عندي شئ أقوله . و بتلك البساطة تم إقرار هذه الأسم بصوت واحد مع و امتناع ثلاثة عن التصويت . لواء "س أو س " بدأ رسمياً في العمل ! يا للسعادة!

فلتفعلي ما شئتي... لم أعد أهتم....

بعد أن قالت : "فليكن في علمكم أننا سنجتمع هنا يومياً بعد المدرسة ! " أعلنت هاروهي نهاية النشاطات لهذا اليوم .أرخت اساهينا- سان كتفيها بعد كل هذه المصائب. كان جسمها المنهك يدعو للشفقة و الأسى ،و قمت بمناداتها إذ لم أستطع تحمل المنظر :

" اساهينا– سان ."

" نعم؟ "

نظرت إلي اساهينا- سان بوجه برئ لم يوحي بأي شكل بأنها أكبر مني.

لست مجبرة أن تنضمي إلى هذا النادي الغريب إن لم تكوني تريدين ذلك ! لست بحاجة أن تقلقي بشأنها ، سأجد طريقة لأشرح الأمر لها .

" لا."

توقفت و غمزت لي ثم ابتسمت .

" لست مجبرة على ذلك . أريد الانضمام إليكم. "

" و لكنك قد تكتشفي أنه نادٍ ممل في ما بعد ! "

" تلك ليست مشكلة ، ألست أنت أيضاً عضواً فيه ؟ "

لا! مسألة أني عضو أم لا لم تطرح حتى للنقاش !

" ربما تلك نتيجة حتمية لهذه المرحلة الزمنية..."

قالت ذلك و هي تنظر إلى بعيداً في الأفق .

" ماذا تقصدين بذلك ؟ "

" أضف إلى ذلك أنني مهتمة بوجود ناغاتو- سان هنا ... "

" مهتمة؟"

" هم؟ لا، لا شئ ."

هزت اساهينا- سان رأسها بارتباك ، ثم نظرت إلي بابتسامة و انحنت إليّ في النهاية .

" لابد أنني سأسبب لكم المشاكل في المستقبل ، فأرجو منك أن تتحملني ما استطعت ."

" لست بحاجة إلى قول كل هذا.. أنتي تضعيني في موقف صعب.. "

" أرجوك منذ الآن نادني بميكورو فقط . "

قالت ذلك و ابتسمت.

تصرفاتها جذابة لدرجة أنني بدأت أحس بالدوار!


التالي هو مداولة جرت بيني و بين هاروهي في أحد الأيام :

" أتعلم ماللذي لازلنا نحتاجه ؟ "

" أشك ذلك يعلمه أحد غيرك ! "

" أظن أن ما نحتاجه هو طالب غامض منتقل . "

" رجاء وضحي لي المقصود بطالب "غامض" منتقل ."

" طالب انتقل بعد بداية الفصل بشهرين كاملين يبدو لي غامضاً بما فيه الكفاية ، فما رأيك أنت؟ "

" ربما ببساطة نقل المدرسة لأنه ابويه غيّرا محل عملهما و أراد أن يذهب معهما ."

" لا ، ذلك سيكون غير عادي هنا ! "

" ماهو الطبيعي في نظرك إذاً ؟ أريد معرفة ذلك بشدة ."

" طالب منتقل غامض... هل سيظهر أحدهم يوما ما ؟ "

" أنت لا تسمعينني أبداً أليس كذلك؟!! "

بدأت الشائعات تنتشر في أنحاء المدرسة . كان مفادها أنني و هاروهي نخطط لفعل شئ ما .

" كيون ، ماللذي تنوي أنت و هاروهي أن تفعلانه؟ "

سألني تانيغوشي هذا السؤال .

" أنتما لستما في علاقة أم أنا مخطأ ؟ "

مستحيل ! بصراحة أريد أن اعرف أنا أيضاً ماللذي أفعله ! "

" حاول أن لا تتمادى في أي شئ تفعله ، أنت الآن لست طالب إعدادية ! إن وصل إلى علم المدرسة أنكما خربتما الساحة المدرسية أو شئ من هذا القبيل ، فيمكن أن تطردا من المدرسة ! "

لو كان الأمر يتعلق بهاروهي وحدها لكان من الممكن أن اتجاهله . لكن الآن لابد أن احرص على أن لا يحصل شئ لناغاتو يوكي أو اساهينا ميكورو- سان . لا أستطيع أن أخاطر بجرهّما لهذه الفوضى . عندما لاحظت كم أنني قلق على هاتين الفتاتين ، شعرت فجأة بالفخر .

و لكن خلاصة الكلام هي أنني لا يمكنني ترك الوحش الكاسر هاروهي تسرح و تمرح بعد أن استسلم الجميع على لجمها !


" كم أريد حاسوباً جديداً ! "

منذ أن تم إعلان بناء لواء س أو س ،لم تبق الكراسي المعدنية و الطاولة المربعة والمكتبة وحيدة لمفترة طويلة ، فقد تزايدت الأشياء في الغرفة يوماً بعد يوم .

في الزاوية أصبح هناك شماعة للملابس ،صينية عليها أكواب ، مسجلة بها مشغل للأقراص المدمجة و راديو . و ليس هذا فقط ، بل كان هناك أيضاً ثلاجة صغيرة ، جهاز تسجيل و كل أنواع أدوات الطبخ بجانب جهاز للطبخ . ماذا بقي ؟ هل تريد أن تجعلنا نعيش هنا؟

في تلك اللحظة جلست هاروهي على طاولة حملها شخص مجهول إلى الغرفة . و لسبب ما كان أمامها هرم مكتوب عليه " قائد اللواء" .

" في هذا العصر المعلوماتي كيف لا نمتلك حاسوباً ! هذا لا يمكن أن يستمر! "

أيمكن أن نعرف من قال ذلك من فضلك؟

كالعادة كان كل الأعضاء حاضرين . ناغاتو يوكي كانت جالسة في مكانها المعتاد ، وكانت تقرأ كتاباً عن تحطم أقمار زحل الثانوية أو شيئاً مشابهاً . اساهينا- سان (اللتي كان يجدر بها أن لا تأتي ) كانت متسمرة في كرسيها و هي تستمع إلى هاروهي باهتمام .

قفزت هاروهي من مكانها ثم وقفت أمامي و ابتسامة شريرة تعلو وجهها .

" و لذلك! سأذهب شخصياً لآتي لنا بواحد !"

" ستحضرين لنا واحداً ؟ من أين؟ لا تقولي لي أنك تفكرين في سرقة محل للألكترونيات ؟؟ "

" بالطبع لا . هناك مكان أقرب بكثير ! "

" اتبعاني أيها الأثنان ! " لحقنا أنا و اساهينا- سان بها صاغرين ، وثم نزلنا إلى الطابق الأسفل، و توقفنا أخيراً أمام نادي الحاسوب .

الآن فهمت!

" خذ ، أمسك بهذه . "

أعطتني هاروهي كاميرا تمحّص الصور مباشرة .

" و الآن أسمعني جيداً ! سوف أشرح لك الخطة وعليك التنفيذ . لديك فرصة واحدة فقط !"

أخذتني هاروهي جانباً و بدأت تهمس لي" بخطتها" .

" ماذا قلتي؟؟! لا يحق لك فعل ذلك ! "

" و هل في ذلك عائق؟ "

ليس لكي! ذلك لا شك فيه . نظرت إلى اساهينا- سان بنظرة ملؤها الرعب و حاولت أن أغمز ليها كي أحذرها ، و لكن ذلك أتى بتأثير عكسي ! فقد توّرد وجهها بعد ذلك ، لقد أخذت الأنطباع الخطأ تماماً !

أهربي قبل أن يفوت الأوان !!

و بينما كنت مشغولاً بتحذير اساهينا- سان من السقوط المحتوم ، طرقت هاروهي باب غرفة نادي الحاسوب .

" هالووو! لقد جأت لكي اخلصكم من أحد حواسيبكم ! "

كان حجم هذه الغرفة مثل حجم غرفتنا إلا أنها كانت أضيق بعض الشئ بسبب الحواسيب الموزعة على أعضائها . هذه الحواسيب ذاتها كانت مصدر الصوت الوحيد في الغرفة .

كان الفتيان الأربعة في الغرفة الجالسين يضربون على ألواح مفاتيحهم، إلا أن دخول هاروهي المفاجئ جعلهم جميعاً ينظرون في إتجاهها.

" من رئيس هذا النادي ؟ "

قالت هاروهي بابتسامة وصدر منفوخ . قام لها أحد الطلاب و أجاب :

" أنا رئيس هذا النادي ، هل لك حاجة ؟ "

" هل يجب أن أكرر نفسي؟ لقد قلت : اعطني أحد حواسيبكم ."

كانت تعابير وجه رئيس النادي تصرخ "ماللذي...؟!! " و كان يهز رأسه بقوة يميناً و شمالاً في رفض قاطع.

" هذا غير ممكن . المدرسة لا تدعمنا بمافيه الكفاية في الأساس .الحواسيب اللتي ترينها هنا هي حواسيب اشتريناها بأموال عملنا و كدحنا ! هل تريدين أن نعطيك واحداً منهم مجاناً ."

" و ما علاقة ذلك بهذا؟ واحد فقط يكفي ، أنتم لديكم أصلاً مافيه الكفاية منهم ! "

" ذلك..! من أنتم أساساً لتأتوا هنا و تسألونا هذه الأسئلة السخيفة؟ "

" أنا سوزوميا هاروهي ، قائد لواء " س أو س " ، و هذان الاثنان هما التابع رقم واحد و التابع رقم إثنان ."

لحظة! من اللذي قرر أننا أتباعك ! "

" آمركم بأسم لواء " س أو س" : وفروا لنا حاسوباً على الفور و بلا أعذار! "

" لا أدري من أنتم بالضبط و لكن ذلك مستحيل ! لن تحصلوا على حاسوب منا ! اذهبوا و اشتروا لكم واحداً !"

" إن كان ردكم هكذا ، فلا خيار لدينا . "

بدأت عينا هاروهي في اللمعان . تلك علامة سيئة...

دفعت هاروهي اساهينا- سان المصدومة و اللتي كاتت تقف بجانبها في اتجاه رئيس النادي و ثم أمسكت بيده ، ووضعتها على صدر اساهينا- سان.

" كياااااا!!!! "

"ما..! "

كليك.

. ضغطت على الزر.

كانت هاروهي تمسك بأحدى يديها بأساهينا- سان لمنعها من الهروب ، و تضغط باليد الأخرى بكل ما لديها من بقوة بيد رئيس النادي على صدرها .

" كيون ، مرة أخرى!! "

أذعنت لأوامرها و ضغطت على الزر مرة أخرى . اساهينا- سان ، رئيس النادي الغير معروف... أسألكما السماح من كل قلبي.

بينما كانت هاروهي تريد أن تدخل يدها من تحت تنورة اساهينا- سان ، استطاع رئيس النادي تحرير نفسه أخيراً .

" ماللذي تفكرين فيه بحق الجحيم؟؟؟!!! "

" ها ها ها ها ! لدينا هنا دليل فوتوغرافي على أنك تحرشت بأحد أعضائنا جنسياً ، فإن كنت عازماً على أن لا تعلم بقية المدرسة بذلك أعطني حاسوباً !"

" هل هذه نكتة ؟ ماللذي تقولينه! "

أعترض الرئيس بغضب . أفهم شعورك تماماً أيها الأخ.

" أنت وضعت يدي هناك ! أنا برئ!! "

" يمكنك أن تحاول أن تقنع الجميع بذلك ، من سيصدقك ؟ "

استدرت لأرى اساهينا- سان ملقاة على الأرض . لابد أن الصدمة كانت بمكان أنها لا تستطيع الوقوف حتى .

حاول الرئيس أن يقاوم أكثر .

" أعضاء النادي الآخرين سيشهدون ببرائتي! لم أفعل ذلك متعمداً ! "

الأعضاء الثلاثة خلفه قاموا من مكانهم و هزوا رؤوسهم بقوة .

" ذلك صحيح!! "

" الرئيس ليس مذنباً !"

لو كانت هاروهي ستستمع لأعتراضاتكم لما كانت سوزوميا هاروهي .

" حسناً إن كان الأمر كذلك ، فسأقول ببساطة أنكم جميعاً تحرشتم بها! "

في تلك اللحظة ، انصبغت جميع الوجوه باللون الأبيض ، بما فيها وجهي و وجه اساهينا- سان . يا إلهي .. هل كان من الضروري أن تصل المسألة إلى هنا؟

"س....سوزوميا- سان..!!"

حاولت اساهينا- سان أن تمسك برجلي هاروهي اللتي أبعدتها بسهولة . و ثم نفخت صدرها في غرور قائلة :

" و الآن ما قراركم ؟ هل ستعطوننا الحاسوب أم لا! "

وجه الرئيس تحول من اللون الأحمر إلى الأبيض و أخيراً إلى اللون الأسود .

و في النهاية استسلم .

" اختاري واحداً منهم و انصرفي من هنا ! "

بعدما قال ذلك ، جلس الرئيس في وضعية تشي بالهزيمة التامة . أسرع وراءه أعضاء النادي ليخففوا عنه .

" يا ريس!!"

" تماسك! لا تستسلم!! "

" هل أنت بخير؟؟"

تحرك رأس الرئيس إلى الأسفل كدمية قطعت الخيوط المتصلة بها . عندما رأيت حاله المثيرة للشفقة ، لم أتمالك (رغم أني شريك هاروهي في الجريمة ولا فخر ) إلا أن أذرف دمعة عليه .

" أي هذه الحواسيب هو الأحدث؟ "

أنت مشعوذة ذات قلب جليدي!

" و لماذا سنخبرك بذلك؟؟!!"

صرخ الأعضاء على هاروهي في مقاومة . إلا أنها قامت ببساطة بالأشارة إلي و إلى الكاميرا اللتي كنت أحملها .

" تباً...! ذلك الحاسوب هناك!!"

نظرت هاروهي إلى الحاسوب اللذي أشار إليه العضو ، و تفقدت الرقم المتسلسل للحاسوب و طرازه . ثم أخرجت قطعة من الورق من جيب تنورتها .

" لقد ذهبت إلى محل الألكترونيات بالأمس و كتبت قائمة بأحدث الحواسيب الموجودة . هذا هنا لا يبدوا ليي كأنه واحد منها ."

بعدما تفحصت حاسوباً آخر ، أشارت لأحد منهم .

" أريد هذا ."

"ل- لحظة! هذا اشتريناه الشهر الماضي فقط! "

" كاميرا."

" خذوه أيها اللصوص!"

مثلما قال، كنا فعلاً لصوصاً .

لم يكن جشع هاروهي يعرف حدوداً . بعدما اقتلعت الكابلات الموصلة بالحاسوب ، قامت بأخذ كل الأجهزة الموصلة به إلى غرفة النادي الأدبي بلا أدنى تردد . أجبرت أعضاء نادي الحاسوب بعد ذلك أن يقوموا بتوصيلها مرة أخرى و أن يحضروا كابلين آخرين للأنترنت. في النهاية جعلتهم فوق كل ذلك يقومون بتجهيز جهازنا لكي نستطيع استعمال الأنترنت . وسائلها الشريرة كانت بالضبط مثل تلك اللتي يستعملها اللصوص!

" اساهينا– سان "


بعد عجزي عن مساعدتها في تلك المحنة ، استطعت أخيراً أن أمدّ يد العون لأساهينا- سان اللتي كانت لا تزال تجلس على الأرض في بكاء صامت.

" فلنعد إلى النادي."

" هئ....."

هاروهي أيتها الحمقاء.. ألم تكوني قادرة على أن تعرضي أنت ثدييك لِّلمس؟ بالنسبة لفتاة لا تجد حرجاً في التبديل أمام الفتيان أشك أن تلك مشكلة! حاولت التخفيف عن اساهينا- سان و أنا أتذمر في سؤال عن السبب اللذي يجعل هاروهي بحاجة إلى حاسوب أصلاً.


وضح السبب أمامي بعد فترة قصيرة.

كانت تحتاج واحداً لتصميم موقع للواء "س أو س" !

طرح السؤال الطبيعي نفسه: من اللذي سيصمم الموقع المذكور؟

" أنت بالطبع ! "

" ليس لديك ما تفعله على أية حال ، يمكنك أن تشغل نفسك بهذا . أنا مشغولة بالبحث عن أعضاء جدد !"

كان الحاسوب على نفس الطاولة اللتي يقف عليها هرم " قائد اللواء" . أضافت هاروهي و هي تتصفح الأنترنت : جهزه في يوم أو يومين ، لا يمكننا فعل شئ بلا موقع ."

كانت اساهينا- سان جالسة أمام الطاولة في رجفة . بجانبها مباشرة كانت ناغاتو يوكي ، اللتي كانت تقرأ كتابها في انعزال عن العالم كالمعتاد . كان من الواضح أنني الوحيد اللذي كان منتبهاً لما تقوله هاروهي ، لذلك لم يكن هناك من خيار إلا أن أذهب و اساعدها . كنت متأكداً أنها كانت تفكر في ذلك على أية حال.

"لا يمكنني القيام بكل ذلك ، حتى ولو أمرتني به ."

كان ذلك للأسف ، اللذي كنت أريد قوله فقط . لم أتقبّل حتى الآن أن تقودني هذه الفتاة يميناً و شمالاً ! و لكني قبلت فقط لأني أحسست أن تصميم موقع قد يكون مثيراً للأهتمام. و بالفعل بدأت في المهمة في اليوم التالي.


بالرغم من أني لم أقم بتصميم موقع من قبل ، إلا أن المهمة كانت أسهل من المتوقع ، حيث قام أعضاء نادي الحاسوب بتركيب البرامج الازمة لذلك لنا . كل ما احتجت أن أقوم به كان أن أقرأ التعليمات و أطبقها و بعض القطع و اللصق هنا و هناك .


المشكلة الوحيدة كانت هي أني لم تكن لدي أدنى فكرة عن ما يجب أن أكتبه على صفحة هذا الموقع السخيف!

لست أدري حتى الآن ماللذي نفعله في هذا اللواء المزعوم لكي أكتب عنه شيئاً . بعد أن وضعت " أهلاً بكم في الصفحة الرئيسية لموقع لواء "س أو س" ! " نفدت جعبتي و توقفت عندها . " أسرع قليلاً و أنه هذه المهمة ،هل تفهم؟ " . بعد أن اخترقت كلمات هاروهي أذني ، علمت أنني سأضطر أن أكمل شغلي و أنا آكل أثناء الفسحة.

" ناغاتو- سان هل لديك فكرة عن ما يمكن أن أكتبه هنا ؟" سألت الشخص الوحيد اللذي أتعب نفسه بالمجئ أثناء الفسحة.

" ليس فعلاً."

لم تتحرك حتى بطرفة عين . أعلم أنه ليس من شأني السؤال عن ذلك ، و لكني اتساءل إن كانت تصغي أثناء الدرس حقاً.

تحركت عيناي من ناغاتو إلى الشاشة العريضة مرة أخرى و بدأت أفكر بعمق.

التفتّ فجأة إلى مشكلة خطيرة : ماذا لو علمت المدرسة أن نادياً مصغراً يستعمل الأنترنت التابع لها لاستضافة موقع؟

" ليس في الأمر مشكلة مالم يتبادر ذلك إلى آذانهم! " أجابت هاروهي عن تساؤلي ثم أضافت : إن اكتشفوه سنقوم ببساطة بمحوه من على النت وتوتة توتة."

بصراحة تامة . بدأت أحسد هذا التفاؤل المجنون و النظرة الدائمة إلى الأمام اللتي تتمتع بها هاروهي!

بعد أن وصلني الرابط و الأيميل الخاصان به قمت بتحميل الموقع(اللذي لم يشتمل إلا على صفحة واحدة شبه خالية) على الشبكة.

أظن أن هذا كافٍ! و بعد أن تأكدت أن الموقع يعمل بشكل طبيعي قمت بإغلاق الحاسوب. أردت أن اتمغط قليلاً إلا أنني توقفت ، حيث وجدت أن ناغاتو كانت تقف خلفي مباشرة لسبب ما .

هذا غريب.. كيف لم أسمع خطواتها وهي تمشي خلفي؟ لم أعرف كيف وصلت ناغاتو دون أن الاحظها . وجهها كان أبيض كأنه قناع ، و كانت تنظر إلي كأن وجهي مخطط لفصح العيون.

" خذ هذا. "

ناولتني كتاباً كبيراً و أخذته منها بتردد واضح . ياااه! هذا أثقل من ما كنت أتوقع! بعدما قرأت العنوان ، لاحظت أنه كتاب خيال علمي . نفس الكتاب اللذي كانت تقرأه ناغاتو قبل بضعة أيام.، رن الجرس معلناً نهاية الفسحة . يبدوا أنه لا يوجد كثير من الأشخاص اللذين يحترمون رأيي. بعدما أخذت الكتاب إلى الصف و جلست ، شعرت بقلم رصاص ينقر في ظهري.

" هل انتهيت من إعداد الموقع؟؟"

أمسكت هاروهي بأطراف طاولتها بقوة و جعلت تحدق في . لاحظت حينها أن دفترها ملآن بالخربشات . حاولت أن أتجاهل نظرات زملائي الثاقبة بطريقة ما و أجبت : " انتهيت من إعداده ، لكن النتيجة يصعب أن توصف بالمرضية ."

"ليس في ذلك مشكلة مادام يحتوي على عنوان بريد إلكتروني خاص به."

لماذا لا تجعلين فيه عنواناً مجانياً إذاً !

" هذا ليس كافياً ! ماذا لو تهافتت جحافل من الناس على إرسال البريد و أصبحنا لا نستطيع إرسال البريد؟!"

لست أدري كيف يمكن أن يحصل ذلك مع عنوان جديد.....

" ذلك سر ! "

ابتسمت هاروهي بعد أن صرحت بذلك ابتسامة غامضة. ينتابني شعور سئ بسبب ذلك .

" ستفهم ماللذي أقصده بعد أن ينتهي الفصل . حتى ذلك المقام سيظل هذا سراً في بئر !"


لو عفوت عني و أرحتني من سماعه سأكون شاكراً...


لم يكن هناك من أثر لهاروهي أثناء الحصة السادسة. هل يمكن أن تكون قد عادت إلى المنزل ؟ لا ، ذلك ليس ممكنأ . أشك في وجود سبب أخطر من ذلك. بعد ذلك بقليل ، وصلت الحصة إلى نهايتها ووجدت نفسي أتوجه لا إرادياً إلى غرفة النادي . بالرغم من أنني أتساءل كل مرة عن السبب اللذي يدفعني لذلك ، إلا أن كل الطرق تؤدي إلى روما. وصلت أخيراً إلى النادي و دخلت.

" كيف حالكم جميعاً؟؟"

كالمتوقع كانت ناغاتو و اساهينا- سان جالستين هناك .

أعلم جيداً أنه لا يحق لي أن أقول ذلك ، إلا أن هاتين الفتاتين تملكان فعلاً الكثير من وقت الفراغ!

بدا على وجه اساهينا- سان الارتياح بعد أن رأتني ادخل إلى الغرفة . يبدوا أن قضاء كل ذلك الوقت مع ناغاتو كان متعباً بالنسبة لها .

لحظة. بعد كل هذا العذاب على يد هاروهي بالأمس لازالت لديك الشجاعة لتأتي اليوم؟؟

" هل تعرف أين هي سوزوميا- سان؟ "

" يعلم الشيطان أين هي الآن . لم أرها في الصف منذ الحصة السادسة ، قد تكون لا تزال تحاول ؟ *الحصول* على معدات جديدة "

" هل لابد أن نكرر اللذي حصل بالأمس..؟"

" لا داعي للخوف! إن حاولت أن تقوم بإحدى حركاتها المجنونة ، سأفعل كل ما استطيعه لأمنعها . يمكنها أن تعرض جسمها هي للأبتزاز! و حتى ولو وصل الأمر لذلك فلست أظن أنها تستطيع أن تهزمني في عراك! "

" أشكرك كثيراً."

نظرت إلي اساهينا- سان بنظرة جعلتني أود أن أحتضنها من جمالها ، إلا أنني بالطبع لم أفعل ذلك.

" سوف أعتمد عليك إذاً . "

" ليس هناك من مشكلة ! "

و بالرغم من تلك الإعادة ، خرجت كل تلك التطمينات من النافذة إلى البحر ، و تبخرت تحت أشعة الشمس كقطرات ضعيفة من الماء . يالسذاجتي!

" أهلاً بكم!! "

رحبت بنا هاروهي بنشاط و دخلت الغرفة حاملةً كيسين من الورق.

" أعذروني على التأخير ايها القوم! "

كم هذا لطيف منك! شخص لديه قدر من الجنون مثل هاروهي يحاول الألتفات للآخرين؟ أنا متأكد أن هذا هو آخر ما تفكر فيه.

وضعت هاروهي اكياسها على الأرض ثم استدارت و أقفلت الباب. تراجعت اساهينا- سان إلى الوراء لا اراديا أثر سماعها قفل الباب.

" سوزوميا ، ماللذي تخططين له اليوم؟ سأخبرك من الآن أنني لن أشارك في سرقة أو ابتزاز أو شي من هذا القبيل مرة أخرى! "

" ماللذي تقوله؟ لن أفعل مثل تلك الأشياء أبداً ! "

واو حقاً؟ إذا كيف تفسرين لي وجود الحاسوب على الطاولة؟!

" بوسائل سلمية بالطبع! حسناً فلنبدأ بالأهم أولاً ، انظر إلى هذا ."

قامت بإخراج كومة من الأوراق من أحد الأكياس ، كان مكتوباً عليها باليد و كانت بمقاس ( آي فور) المعروف.

" هذه منشورات إعلانية لتسويق لواء " س أو س" و التعريف به . تطلب مني الكثير من الجهد للتسلل لغرفة الطباعة لطباعة 200 منها ! "

وزعت هاروهي منشورات علينا . أهذا سبب غيابك عن الحصة سابقاً ؟ إعتبري نفسك محظوظة إن لم يمسكوا بك . لم يكن لدي أدنى اهتمام عن محتوى هذه النشرات ، لكن وما دمت قد أخذت واحدة فلا ضرر أن أقرأ ما بها. كان المكتوب:

مبادئ التأسيس للواء " س أو س " :

نحن في لواء " س أو س " نبحث عن الأشياء الخارقة للعادة من جميع الأنواع في هذا العالم . ندعوا جميع اللذين كانت لديهم تجربة مع الخوارق أو اللذين يحسون أنهم سيخوضونها قريباً أن يأتو إلينا . سنبذل كل مافي وسعنا للأجابة على اسألتكم و لكن نرجوا ملاحظة أننا لا نقبل أي حالات طبيعية : لابد أن تكون التجربة المذكورة خارقة للطبيعة بدرجة صادمة . عنوان بريدنا الألكتروني هو...


الآن بدأت أفهم ببطأ ماللذي يختص به لواء " س أو س" . يبدوا أن هاروهي تريد أن تنقل نفسها إلى عالم الخيال العلمي و الغموض و السحر . تعال تعال مهما كنت.

" الآن و بعد التوضيح جاء وقت توزيع المنشورات "

" و أين سنقوم بذلك ؟"

" عند بوابة المدرسة . الآن بالذات وقت خروج الطلبة ليعودوا إلى منازلهم."

نعم نعم ، حاضر سيدتي. أوقفتني هاروهي بعد أن رأتني أمد يدي لآخذ كيس المنشورات .

" أنت ليس عليك الذهاب . أنا و ميكورو- شان سنتكفل بالمهمة ."

"ماذا؟"

ادارت اساهينا- سان اللتي كانت تحدق في أحد المنشورات رأسها بارتباك و نظرت إلى هاروهي اللتي كانت تخرج شيئاً جديداً من كيسها .

" تاداااا !"

مبتسمة مثل قط آلي أخرجت هاروهي رداءً أسوداً من الكيس . لا ! هذا غير ممكن!! بعدما أخرجت هاروهي محتويات الكيس من البعد الرابع ، أصبح واضحاً تماماً بالنسبة لي لم اختارت اساهينا- سان لتوزيع المنشورات و قمت بتلاوة صلاة على اساهينا- سان . فلترقد روحك المسكينة بسلام!

رداء أسود ، جوارب شبكية ، آذان أرانب و كلها مع ربطة عنق بيضاء.

أليس هذا رداء الفتيات الأرانب؟!!

"م- ماللذي ستفعلينه بهذا؟؟ سألت اساهينا- سان في ريبة.

" من المفترض أن تكوني قد استنتجتي هذا . للتنكر في زي فتاة أرنب بالطبع!" قالت هاروهي الكلمة الفصل.

" أ-أنت لا تعتزمين أن تلبسيني إياه أليس كذلك؟"

" بل بالطبع! اشتريت واحداً آخر فقط من أجلك!"

" لن.... لن أقوم بإرتدائه!"

" لا داعي للقلق ، سيبدوا رائعاً عليك."

" ه- هذه ليست المشكلة!! أنت لست تخططين لأن تجعليني ارتدي هذا أمام بوابة المدرسة أ-أليس كذلك؟"

" واضح ، قد قلتها قبل قليل. "

" لا !! أرفض إرتداء هذا الزي المخجل!"

" لقد سأمت من سماع هرائك!"

النهاية. قفزت هاروهي على اساهينا- سان مثل لبؤة تصطاد غزالاً ضعيفاً ، و كما يمزق الصياد طريدته ، بدأت هي بسحب ثياب اساهينا- سان من على جسمها.

"لاااااااااااااااااااااااااااا!"

" كوني فتاة شجاعة ولا تتحركي! قالت هاروهي وهي تخلع قميص اساهينا- سان بمهارة، و بدأت في العمل على تنورتها . في اللحظة اللتي حاولت فيها التدخل لإيقاف جنون هاروهي ، نظرت اساهينا- سان إلي و قالت:

"لااااااااااا! لا تنظر إلي!! "

" بعد هذه الصرخة حاولت الخروج من الغرفة بأسرع شئ تستطيعه قدماي ..... تباً! إنه مقفل!! استغرق مني بعض الوقت لفتحه و الخروج.

قبل أن أخرج بلحظة ، غمزت في اتجاه ناغاتو اللذي اتضّح أنها لازالت تقرأ الكتاب كأن شيئاً لم يحصل.... ألا تريد قول شئ حتى في مثل هذا الموقف؟!

استندت على الباب وسط صراخ اساهينا- سان القادم من الداخل .

" كياااااا.....! لااااااا....! دعيني على الأقل أضعه بنفسي..! هئ هئ...."

ممزوجاً بها كانت هتافات هاروهي بالأنتصار المؤزر.

" ممتاز! " " اخلعي هذا بسرعة! " " لو سمعتي كلامي منذ البداية لكان أفضل ! "

اللعنة! لا تطلبوا مني أن أتصور ماللذي يجري بالداخل .

بعد لحيظات ، سمعت صوت هاروهي من وراء الباب.

" يمكنك الدخول الآن!"

دخلت متنهداً مرة أخرى إلى الغرفة . قابلتني عند دخولي نظرات فتاتين فاتنتين في لباس الأرانب . كان الزي يليق بكليهما .

جزء كبير من الظهر و الرقبة كان بارزاً . كانت الجوارب الشبكية تغطي قدميهما و آذان الأرانب تتوج رأسيهما...

هاروهي نحيلة لكن جسمها يمتلك المقادير الصحيحة، أما اساهينا- سان فهي صغيرة الحجم لكن مظهرها مثالي. في واقع الأمر كان المنظر كله مبهجاً للعيون .

" ما رأيك؟؟"

و لازالت لديك الجرأة لتسأليني عن رأيي... هل مخك معطوب؟!

" ستضمن هذه الأزياء توجه الأنظار إلينا . أنا شبه متأكدة أن الناس ستأتي من تلقاء نفسها للحصول على منشوراتنا!" قالت هاروهي.

" هذه الأزياء بمستوى من الغرابة أنك لو ارتديتها في وسط حفل عامر لظنوا أنك مجنونة.... لحظة ، لماذا لا يجب على ناغاتو ارتداء شئ؟"

" اشتريت فقط طقمين . لأنهما يتضمنان إكسسوارات فالنتيجة هو سعر غالي. "

" من أين حصلت على شئ مثل هذا ."

" الأنترنت."

"..اها.."

بدأت اتساءل عن متى أصبحت هاروهي أطول مني ، ثم لاحظت أنها إضافة إلى ذلك الزي المنمق ترتدي حذاء ذا كعب طويل.

أخذت هاروهي بعد ذلك الكيس المحتوي على المناشير .

" فللنطلق يا ميكيورو- شان ."

تكتفت اساهينا- سان واضعة يديها لتخفي صدرها و نظرت إلي بمسكنة . للأسف لم أملك سوى أن أنظر إليها وهي واقفة في ذلك الزي.

اعذريني اساهينا- سان ، لا أستطيع أن أقاوم.


حاولت اساهينا- سان أن تقاوم بالإمساك بالطاولة بكل مالديها من قوة . كانت الدموع تنهمر من عينيها كطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة . في النهاية لم تكن قوتها المتواضعة شيئاً يذكر في مقابل قوة الوحش هاروهي اللتي اختطفتها بعيداً عن غرفة النادي .

بعدما جلست ممتعضاً على الكرسي بقلب يملؤه الذنب ...

" هذا."

أشارت ناغاتو يوكي إلى أرضية الغرفة . نظرت إلى الأرض ووجدت لباسي بحارة مرميين هناك ... احم. هل هذه ملابس داخلية بجانبها؟

أشارت الفتاة ذات الشعر القصير و النظارات إلى خزانة الملابس على الطرف الآخر من الغرفة و عادت إلى قراءة كتابها من جديد.

ألا يمكنك أن تجمعي الثياب بنفسك؟!

تنهدت و بدأت أجمع الملابس من على الأرض لأضعها في الخزانة . آآه.. لازالت حرارة جسميهما موجودة في هذه الملابس. لازالت دافئة !

بعد نصف ساعة عادت اساهينا- سان المتعبة إلى الغرفة. ياللهول ، عيناها حمراوان مثل أرنب حقيقي ، من الأفضل أن أقفل فمي للوقت الراهن. أسرعت لكي أعرض عليها كرسياً لتجلس عليه ، و مثل المرة السابقة ، جلست على الكرسي و الرجفة لم تبارح كتفها. يبدوا أنها لم تمتلك الوقت أو القوة الكافية لتبديل ملابسها . كنت في مواجهة كتفيها العاريين فلم أملك سوى النظر في إتجاههما . لذلك خلعت معطفي ووضعته على كتفيها المرتجفين .

وجود فتاة باكية ، و فتاة أخرى لا هم لها سوى الكتاب اللذي تقرأ فيه مع صبي لا يعلم ماللذي يفعله في وضع مثل هذا، أوصل الجو العام في الغرفة إلى مستوى جديد من السوء و الغرابة. في الخارج كان من الممكن سماع صرخات الاعبين من نادي البيسبول.

أثناء تفكيري في عشاء اليوم دخلت هاروهي إلى الغرفة . أول ما فعلته كان توزيع نظرات شريرة يميناً و يساراً :

"هذا الأحمق الملعون! ماللذي يريده هؤلاء المدرسون بحق الشيطان؟! دائماً يفسدون علي مشاريعي!"

لم أكن متأكداً ماللذي أغضبها فسألت :

" مالمشكلة؟"

" لم أتمكن حتى من توزيع نصف المنشورات قبل أن يأتي أحد هؤلاء المدرسين الأغبياء ليمنعنا من ذلك! مالخطب في هذه المناشير ليمنعونا من توزيعها؟!"

يا لغبائك. لو كان المعلمون يتجاهلون الفتيات الاتي يتنكرن بأزياء أرانب و يوزعن المناشير لكان فيهم هم خطب كبير!

" ميكورو- شان كادت أن تجهش بالبكاء ، أخذوني إلى غرفة المدير و فوق كل هذا أتى أوكابي من نادي كرة اليد ليعنفني هو الآخر!"

أشك أن المدير و أوكابي- سينسي كان لديهما فكرة أين ينظران إليك و أنت في هذا اللباس .

" كم أثارا غضبي! هذي يكفي ليوم واحد ! الأجتماع انتهى !"

رفعت هاروهي آذان الأرانب من رأسها ببطئ و بدأت بعد ذلك في خلع زيها . قمت على إثر ذلك بالهرع مباشرة إلى الخارج.

" إلى متى ستظلين تبكين ؟ اسرعي و غيري ثيابك. "

جلست على الأرض و استندت إلى باب الغرفة بينما تنتهي الفتاتان من تبديل ملابسهما . استنتجت أن هاروهي لا تحب فضح نفسها بقدر ما أنها لا تملك فكرة عن تأثير منظر جسدها النص-عاري على الفتيان المساكين. السبب اللي جعلها تضع زي الفتيات الأرانب لم يكن لإظهار إثارة جسدها بقدر ما كان للفت انتباه المارة .

إن استمر الأمر على هذه المنوال فلن تعيش هذه الفتاة علاقة رومنسية طبيعية أبداً.

كنت أتمنى لو أنها تعير بعض الأهتمام للذي يفكر فيه الرجال . أو على الأقل اللذي أفكر فيه أنا! بصراحة تامة، قضاء الوقت مع شخص على هذا المستوى من الجنون ليس سهلاً . من أجل اساهينا- سان أيضاً أتمنى ذلك. بشدة... ناغاتو أضعف الأيمان أن تعطينا رأيكي في ما يحصل!

مر بعض الوقت قبل أن تخرج اساهينا- سان من الغرفة . كان وجهها شبيهاً بأولئك اللذين خرجوا من الأمتحان متأكدين من رسوبهم و كانت مضطرة للأستناد على الحائط كي لا تقع . حيث أني لم أعلم ماللذي أقوله لها ، لم أملك سوى أن أقف هناك في صمت.

" كيون- كون...."

صوتها الحالم كان شبيها بشبح قام من حطام سفينة ليعثر على موطنه .

" إن حصل شئ خطير و أصبحت غير قادرة على الزواج فهل ستأخذني؟"

احم...ماللذي يجدر بي أن أقوله؟ و لماذا حتى أنت تنادينني بكيون؟

سلمتني اساهينا- سان معطفي بطريقة ميكانيكية ، و عندما بدأت اتسائل إن كانت ستسقط في حضني و تبدأ في البكاء كانت قد ذهبت .


اللعنة! لمَ لم يحصل ذلك؟


لم تحضر اساهينا- سان في اليوم التالي .

هاروهي كانت مشهورة في المدرسة في السابق ، لكنها بعد حادثة الأرانب أصبح اسمها و تصرفاتها الغريبة محل تجمع اساطير المدرسة . لكن ذلك لم يزعجني كثيراً ، أنا لست مسؤلاً عن أفعال هاروهي!

اللذي ازعجني هو أن أفعال سوزوميا هاروهي أدت إلى انتشار الشائعات حول اساهينا- ميكورو ! ليس هذا فقط ، بل حتى أنا أحصل على نظرات مشككة من زملائي في المدرسة.

" هي كيون... يبدوا أنك مستمتع مع سوزوميا ..."

قال لي تانيغوشي بعد المدرسة بنبرة متعاطفة : " لم أكن لأتصور مطلقاً أنك ستصبح صديقاً مقرباً منها ... يبدوا أنه فعلاً لا مستحيل في هذا العالم !"

آآه أرحمني بسكوتك !

" كانت تلك مفاجئة فعلاً! فتيات أرنبات على الطريق إلى المنزل ، ظننت أني أحلم حقاً !"

دخل كونيكيدا هو الآخر على الخط ، كان يحمل بيده أحد المناشير المشهورة .

" ما لواء "س أو س " هذا ؟ ماللذي تفعلونه بالضبط ؟"

أذهب و اسأل هاروهي . أنا لا أعلم ، ولا أريد أن أعلم . و حتى ولو كنت أعلم لما قلت لك ذلك!

"كان مطلوباً في المناشير أن نخبركم في حالة حصول أي حدث خارق ، إلا أن هذه الحوادث غير معرفة بالضبط . و أريد أن أسأل ، ماللذي تعنونه ب " الحوادث الخارقة العادية غير مشمولة" ؟"


حتى أساكورا ريوكو أصبحت تعلم بالمسألة.

" أنتم يبدوا أنكم تقومون بأشياء مثيرة للأهتمام . لكن إن كان شيئاً يخالف الذوق العام بشدة مثل اللذي فعلتوه بالأمس فإني أنصحكم بالتوقف."

لو كنت أعلم بذلك مسبقاً لما حضرت ذلك اليوم!

هاروهي لازالت تشعر بالمرارة . من جهة بسبب أن الأساتذة منعوها من توزيع مناشيرها ، و من جهة أخرى بسبب كون البريد الألكتروني للواء خالياً تماماً . كنت أتوقع وصول رسالة أو اثنتين للسخرية منا ، إلا أن زملائنا في المدرسة كانوا أذكى من اللذي كنت أظنه. ربما لم يرد أحد فيهم أن يتعامل مع هاروهي ليوفر على نفسه المشاكل؟

نظرت هاروهي بغضب إلى الشاشة وهي تضغط على الفأرة بقوة.


"لماذا لم نتلقى أي رسائل بعد؟؟"

" لم تأت الرسائل لا في الأمس ولا اليوم ، ربما كان لدى البعض قصص ليروونها لكنهم لا يتكلمون لأنهم لا يثقون في نادٍ مشبوه مثل نادينا؟"

حاولت أن أشرح لها ، على قلة اقتناعي باللذي كنت أقوله.

هل عشت تجربة خارقة من قبل ؟ نعم. واو رائع! أخبرني عنها من فضلك . كان الأمر كالتالي...

آآه الرحمة . لن يحدث شئ من هذا أتفهميني؟ اسمعيني الآن جيداً يا هاروهي! هذه الأشياء لا تحدث إلا في الروايات و القصص . الحياة في الواقع قاسية و صعبة و ليست كما تتخيلينها. استدعاء الوحوش لتدمير العالم ، أو متحولون يركضون هنا و هناك في المدينة ، أو سفينة فضائية مخفية بين الجبال . كل هذا مستحيل. مس- ت- حيل. أتسمعيني؟؟ أنت تفهمين اللذي أقوله أليس كذلك؟ كل تصرفاتك الغريبة سببها عدم قدرتك على التكيف مع أنك لست راضية عن حياتك . أليس هذا صحيحاً؟؟ لكن الوقت حان لتستيقظي من أحلامك ، أن تجدي لك حبيباً يرافقك في الطريق إلى المنزل و يأخذك إلى السينما في الآحاد . أو أن تنضمي إلى نادٍ رياضي لكي تتخلصي من كل تلك الطاقة الزائدة . بقدراتك الحالية ، تستطيعين بسهولة أن تصبحي من رياضيي الصف الأول إن حاولتي قليلاً.

كنت أريد قول المزيد ، لكني فكرت في خمس عبارات جديدة قبل أن تتبادر إلي قبضتا هاروهي ،لذلك فسأتوقف هنا.

" سمعت أن ميكورو غائبة اليوم؟"

" قد لا تأتي مرة أخرى ، من يعلم . هذه الفتاة المسكينة ، أرجو أن لا يكون ما حصل قد سبب لها صدمة نفسية ."

" تباً! هذا و بعد أن أتيت لها بزي جديد لكي تجربه ! "

" ألا تستطيعين تجربته بنفسك ؟"

" بالطبع يمكنني ذلك! إلا أنه ممل بدون ميكورو- شان ."

كانت ناغاتو يوكي تندمج في الخلفية بلا أي جهد يذكر . لماذا لديك كل هذا الهوس الغريب باساهينا- سان ؟ لماذا لا تقومين – على سبيل التغيير- بتجربة الأزياء على ناغاتو و إجبارها على أن تتماشى مع اللعبة؟ أعرف أنه لا يجدر بي قول ذلك لكني بعد أن فكرت في الأمر قليلاً أحسست أني أريد أن أرى ناغاتو الصامتة عادة في ذلك الزي . سيكون رد فعلها بلا شك مختلفاً تماماً عن اساهينا- سان ذات الدمعة السريعة.


التلميذ الغامض اللذي بدل مدرسته ، و اللذي كانت هاروهي تنتظره منذ البداية .... قد وصل أخيراً!

كانت هاروهي تخبرني بالجديد قبل بداية الحصة الأولى.

"ألا تجده أمرا مذهلا؟! الطالب المنتقل أتى حقاً!"

مالت هاروهي إلى الأمام باتجاهي وهي تتكلم بشغف واضح. كانت ابتسامتها العريضة شبيهة بتلك على وجه طفل حضانة أهدي لعبة من اختياره .

لست أدري من أين علمت ذلك ، لكن هذا الطالب الجديد ، سينتقل إلى الصف رقم 9-1

" هذه فرصة العمر! هي خسارة كبيرة أنه ليس في صفنا إلا أنه بلا شك طالب غامض ، بلا أي شك!"

أنت لم تلتقي به حتى مرة واحدة من قبل ، من أين لك أن تعرفي أنه طالب غامض؟

" ألم أقل لك ذلك من قبل؟ أولئك اللذين ينتقلون في منتصف الفصل غير عاديون و بنسب كبيرة ."

من أين أتيت بهذه الأحصائيات ؟ لو سألني أحدهم لقلت أن هذا في حد ذاته لغز غامض .

لو كان كل طالب ينتقل في منتصف الفصل غامضاً لكان هناك حشود لا نهائية من الطلاب الغامضين حول اليابان.

لكن طريقة تفكير هاروهي لا يمكن فهمها بالمنطق . بعد أن رن جرس الفسحة الأولى خرجت هاروهي كالريح من الصف . لابد أنها ذهبت للقاء الطالب "الغامض" في صف 9-1 .

" و؟ هل هو طالب غامض أم لا ؟"

"هممم.... لم يبد لي ذلك ."

بالطبع لا !

" لقد تكلمت معه إلا أني لم استطع الحصول على معلومات كافية عنه . ربما هؤلاء الطلبة الغامضون يتظاهرون بأنهم عاديون مثل غيرهم . أرى أنه أمر محتمل جداً ألا يظهروا ألوانهم الحقيقية بعد يوم واحد من انتقالهم . سأسأل مرة أخرى في الفسحة القادمة."

أرجوك لا تذهبي مرة أخرى! أستطيع تخيل المشهد كأنه أمامي : هاروهي تدخل إلى صف 9-1 و الطلاب المساكين (اللذين لا دخل لهم بها على الإطلاق) يتراكضون و يهربون يميناً و شمالاً بينما هي تمسك أحدهم من رقبته و تسأل :" أين هو؟!" . إما هذا أو أنها ستحشر نفسها في وسط محادثة هذا الطاب من صديقه (أو صديقته) و تسأله اسألة من نوعية : " من أين أتيت ، و من أنت حقاً؟؟" .

في هذه اللحظة ، تبادر إلى ذهني شئ مختلف تماماً.

" هل هذا الطالب فتاة أم صبي ؟"

" قد يكون تنكراً إلا أنه بدا لي صبياً . "

إذاً فهو صبي!!

يبدوا أن لواء " س أو س" سيحصل على الفرصة لتجنيد عضو ذكر غيري . هاروهي تستطيع جره بدون أن تسأل عن رأيه فقط لأنه جديد هنا . لكن هناك فرصة أنه ليس باللطف اللذي أنا و اساهينا- سان عليه . هل تستطيع فعلاً إحضاره إلى النادي؟ لا يهم ، بالرغم من حزم هاروهي إلا أنها في الغالب ستقوم بتجاهل أولئك ذوي الإرادة القوية تماماً !

مادمنا نملك الأعضاء فسيمكننا إعلان " لواء إنقاذ العالم بإغراقه بالمرح " نادٍ مصغراً . بغض النظر عن قبول المدرسة لذلك فإن اللذي سيقوم بجميع الأعمال الورقية هو على الأغلب الأرجح أنا! سأكون معروفاً للثلاث السنين القادمة بلقب "تابع سوزوميا هاروهي" و أعيش باقي حياتي في يأس.

لست أعلم بعد ماذا سأفعل بعد أن أنهي الثانوية ، إلا أني أعلم أني أريد الذهاب إلى الجماعة . ذلك معناه أني يجب علي الأنتباه لما أفعله هنا . لكني مادمت أرافق هاروهي ، هذه الأمنية ستذهب على الأرجح مهب الريح .


ماهو الحل؟

لم يتبادر إلى ذهني شئ مفيد.

أعلم أن أفضل طريق هو أن أدفع هاروهي لحل لواء "س أو س " و ثم أحاول إقناعها بأن تقضي أيامها المدرسية بطريقة عادية . ربما استطعت أن اساعدها أن تتوقف عن التفكير عن الفضائيين و ذوي القدرات الخارقة و أن تتخذ لها صديقاً أو تنضم لنادٍ رياضي ، علها تستطيع بذلك أن تقضي سنواتها الثلاث في رضى.

آخ ، كم سيكون رائعاً لو كنت استطيع فعل ذلك !

لو كنت ذا عزيمة قوية ، لاستطعت أن أثبت في ذلك الإعصار المحيط بسوزوميا هاروهي ، لاستطعت أن أقضي سنيني الثانوية بسلام و أحصل على شهادتي مثل كل الناس.

...تمنيت لو أن الأمور مشت في ذلك الطريق!

لكن كالعادة ، السبب اللذي يجعلني أقول كل هذا ، هي كل الأمور اللتي جرت علي في ما بعد ، أنا متأكد أنكم جميعاً تفهمون ما أشير إليه أليس كذلك؟

من أين ابدأ الآن؟

فلنبدأ من المرة الأولى اللتي أتى فيها الطالب المنتقل إلى غرفة النادي .









الفصل الأول الصفحة الرئيسية الفصل الثالث